وفق قراءات محلية متطابقة، يثير القرار المتعلق بترحيل المطاحن بعيداعن مدينة ازويرات مخاوف جدية من تبعات اقتصادية واجتماعية قد لا تخدم الساكنة ولا الوافدين، وقد تفتح الباب أمام تأثيرات سلبية على مستقبل الولاية.
إن ترحيل المطاحن إلى منطقة اصفاريات لا يمكن النظر إليه إلا باعتباره إنهاءا لمرحلة كانت فيها ازويرات تستفيد ـ ولو بشكل محدود ـ من هذا النشاط. وهو قرار يحمل في طياته ظلما واضحا للولاية التي لم تحصل بعد على نصيبها العادل من مواردها.
وأود التأكيد أن المسألة ليست قضية زئبق ولا سموم، فمعالجة هذه الإشكالات الصحية والبيئية ممكنة ومضمونة متى توفرت الإرادة الحقيقية لاعتماد ضوابط صارمة ومعايير واضحة.
والمشهد الذي نخشاه اليوم في ازويرات يشبه إلى حد كبير ما حدث لمدينة نواذيبو بعد إنشاء المنطقة الحرة، والتي ـ بدل أن تُنعش الاقتصاد المحلي ـ تحوّلت بفعل سوء التدبير وضعف التخطيط إلى عامل أضعف المدينة، وأدّى إلى هجرة غير مسبوقة لسكانها نحو مدن أخرى للاستثمار والبحث عن فرص أفضل، بعد أن كانت نواذيبو الوجهة الاقتصادية الأولى في الوطن.
إن ازويرات اليوم أمام منعطف حساس، وأي قرار لا يأخذ مصالح الساكنة بعين الاعتبار قد يحمل آثارا لا يمكن تداركها لاحقا .
